تواصل شركة ميتا تعزيز استثماراتها في مجال تقنيات الواقع الافتراضي والنظارات الذكية، حيث تخطط لإنفاق ما يصل إلى 100 مليار دولار خلال عام 2025 الجاري، وفقًا لتقرير صادر عن صحيفة فايننشال تايمز هذه الاستثمارات الطموحة تعكس التزام الشركة بتطوير هذا القطاع الذي تعتقد أنه قد يصبح مستقبل التكنولوجيا.
ووفقًا للتقارير المالية الحديثة، استثمرت ميتا بالفعل نحو 20 مليار دولار في قسم Reality Labs خلال العام الماضي، وهو القسم المسؤول عن تطوير نظاراتها الذكية مثل Ray-Ban ونظارات Quest VR وعلى الرغم من أن هذه الاستثمارات لم تحقق بعد العائدات المالية المرجوة، إلا أن بعض المؤشرات تعكس نجاحًا جزئيًا للشركة، حيث تمكنت من بيع أكثر من مليون وحدة من نظارات Ray-Ban الذكية ورغم أن هذا الرقم قد يبدو متواضعًا مقارنة بمبيعات الهواتف الذكية، إلا أنه يعد خطوة إيجابية في مسيرة تطوير هذه التقنية.
الميزة الأساسية لهذه الاستثمارات تكمن في محاولة ميتا تطوير أجهزة جديدة يمكن أن تشكل بديلًا محتملًا للهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب التقليدية، ما يساعدها في البحث عن مصادر جديدة للإيرادات بعيدًا عن خدماتها الإعلانية ومنصاتها الاجتماعية ومع ذلك، لا يزال قسم Reality Labs يعاني من خسائر كبيرة، حيث لم تتجاوز إيراداته 21 مليار دولار خلال العام الماضي، في حين بلغت خسائره التشغيلية 177 مليار دولار، بزيادة قدرها 10% مقارنة بالعام السابق وعلى الرغم من هذه التحديات المالية، يبدو أن ميتا ماضية قدمًا في استراتيجيتها طويلة الأمد.
حاليًا، تعمل ميتا على تطوير ثلاثة نماذج جديدة من النظارات الذكية، من بينها إصدار جديد من نظارات Ray-Ban يحتوي على شاشة مدمجة، بالإضافة إلى نظارات موجهة خصيصًا للرياضيين، مما يشير إلى توسع في استخدامات هذه التقنية وبالإضافة إلى ذلك، لا تعد ميتا الشركة الوحيدة التي تستثمر في هذا المجال، إذ تعمل شركات مثل آبل وسامسونج وجوجل على تطوير تقنيات الواقع المعزز والواقع الافتراضي أيضًا وبينما أطلقت آبل نظارة Vision Pro العام الماضي وسط تقارير تفيد بضعف مبيعاتها، قامت جوجل بتطوير نظام Android XR بالتعاون مع سامسونج، والتي تستعد بدورها لإطلاق أولى نظاراتها المعتمدة عليه خلال هذا العام.
يبدو أن المنافسة في سوق تقنيات الواقع الممتد ستشتد خلال السنوات القادمة، حيث تسعى ميتا إلى أن تكون في طليعة الشركات التي تشكل مستقبل هذه التكنولوجيا ومع استمرار الابتكار والتطوير في هذا المجال، قد نرى تحولًا تدريجيًا في طريقة تفاعل المستخدمين مع الأجهزة الذكية، مما قد يؤدي في النهاية إلى تغيير جذري في أنماط الحياة الرقمية حول العالم.