مايكروسوفت تكشف عن شريحتها الجديدة Majorana 1 المخصصة للحوسبة الكمّية والتي تعد قفزة نوعية في هذا المجال بفضل بنيتها المعتمدة على النواة الطوبولوجية تستخدم هذه الشريحة مادة الموصل الطوبولوجي الفائق القادرة على إنشاء جسيمات ماجورانا وهي حالة مادية غير تقليدية ليست صلبة ولا سائلة ولا غازية.
جسيمات ماجورانا تنبأ العلماء بوجودها منذ ثلاثينيات القرن الماضي لكنها لا تظهر في الطبيعة بشكل تلقائي بل تتطلب ظروفًا خاصة لتكوينها وقد نجحت مايكروسوفت في تطوير أسلاك موصلة فائقة طوبولوجية من خلال دمج زرنيخ الإنديوم مع الألمنيوم على مستوى الذرات عند تبريد هذه الأسلاك إلى درجة قريبة من الصفر المطلق وتعديلها بالمجالات المغناطيسية تتشكل وضعيات ماجورانا الصفرية عند أطرافها.
مايكروسوفت أكدت أن الكيوبتات الكمّية المستندة إلى ماجورانا تتميز بالاستقرار الفائق مقارنة بالبدائل الأخرى كما أنها أسرع وأصغر حجمًا ويمكن التحكم فيها رقميًا وتتمتع بخصائص تحمي المعلومات الكمّية من الضوضاء والتداخل مما يعزز من كفاءتها وقدرتها على إجراء عمليات حسابية معقدة.
الكيوبت هو الوحدة الأساسية للحوسبة الكمومية تمامًا مثل البت في الحوسبة التقليدية ولكنه يمتاز بقدرته على التراكب بحيث يمكن أن يكون في حالتي 0 و 1 في الوقت نفسه مما يمنح الحواسيب الكمّية قدرة استثنائية على معالجة البيانات بشكل متوازٍ مايكروسوفت تطمح إلى تطوير شريحة تحتوي على مليون كيوبت وهو الحد الأدنى المطلوب لإحداث ثورة في هذا المجال.
تؤكد مايكروسوفت أن الحواسيب الكمّية بهذه القوة يمكنها المساعدة في ابتكار مواد ذاتية الإصلاح قادرة على إصلاح الشقوق في هياكل الطائرات أو تطوير محفزات كيميائية قادرة على تفكيك البلاستيك وإعادة تدويره بفعالية كما يمكن أن تمكّن العلماء من تصميم إنزيمات تعزز خصوبة التربة وتدعم الإنتاج الغذائي المستدام مما قد يساهم في القضاء على الجوع عالميًا.
رغم أن شريحة Majorana 1 لا تزال بحاجة إلى مزيد من التطوير قبل أن تعمل بكامل طاقتها إلا أن مايكروسوفت أكدت أنها تجاوزت أحد أصعب التحديات وهو تحقيق الدقة المطلوبة في رصّ الموصل الطوبولوجي الفائق بدقة متناهية مما يمهد الطريق للمرحلة التالية من التطوير.
جوجل أيضًا دخلت السباق من خلال رقاقة Willow التي أعلنت عنها في ديسمبر الماضي والتي تضم 105 كيوبت وحققت إنجازات كبيرة في تصحيح الأخطاء الكمومية.